نعم أنا من محبي الرياضة ومن عشاق المستديرة لكنني لم أصل بحمد الله لدرجة التعصب غير الحضاري.. في الآونة الأخيرة انتشر التعصب الأعمى بين الجماهير الرياضية خاصة جماهير كرة القدم بما أنها اللعبة الشعبية الأولى وانتشر السب والتشهير والقذف..إلخ، في النهاية هي رياضة هناك فائز وخاسر، أصبح الجميع يتحدث عن مؤامرات ورشاوي وانتشر الحقد والكراهية بين الجماهير نحن أبناء دولة واحدة هل من المعقول أن تفرقنا الرياضة!!
التعصب الرياضي هو الإفراط والمبالغة في حب لاعب أو فريق معين في لعبة معينة بصورة تتغلب فيها العاطفة على العقل، ومن أبرز أسبابه من وجهة نظري: قلة الوعي الرياضي، وعدم الإلمام الكافي بالمعاني الحقيقية للتنافس الرياضي الشريف، وحب الذات «الأنانية» والتي لا تقبل النقد أو الاستماع لوجهات نظر الآخرين، والتأثر السريع بالإعلام غير الهادف من خلال أعمدة الكتاب المتعصبين، وتقديم المصلحة الخاصة على المصلحة العامة وهي مصلحة الوطن.
وهناك أعراض يمكن ملاحظتها على الشخص المصاب بالتعصب الرياضي منها أنه يصاب بحالات من التوتر والقلق النفسي، وتجده مستبداً برأيه ولا يقبل آراء الآخرين، وسريع الغضب ومتسرع في تصرفاته، ولا يملك روحاً رياضية تمكنه من تقبل النتائج مهما كانت حصيلتها، ويعيش على الأوهام ويؤمن بصحتها، وتجده قليل الأصدقاء وخاصة المخلصين منهم بسبب تعصبه الأعمى، كما تجد لون ناديه المفضل يتحكم بحياته من خلال اختيار لون سيارته وواجهة منزله، وتجد ثقافته هشة ولذلك لا يمكن التحاور معه لأن فاقد الشيء لا يعطيه، وتجده شارد الذهن ومشتت الأفكار.
وهناك طرق للوقاية من مرض التعصب الرياضي منها في اعتقادي تحكيم العقل عند الإقدام على أي تصرف، ومعرفة المعاني الحقيقية للتنافس الرياضي الشريف وأن الرياضة فوز وخسارة، والإيمان الكامل بأن الرياضة وسيلة لإسعاد الناس وليست لزرع الأحقاد بينهم، وأن يعرف الإنسان المتعصب أن هناك أموراً في الحياة أهم من الرياضة لا بد أن يضعها في عين الاعتبار .