الزملكاوية أجدع ناس.. وزكي عريس الكاس

أخيراً.. تحقق حلم جماهير الزمالك.. فاز الزمالك بكأس مصر لكرة القدم بالتغلب علي انبي في مباراة النهائي أمس 2/1 في مباراة قوية خاصة من جانب فريق انبي الذي استحق الاحترام وكان الأخطر والأنشط والأفضل معظم فترات المباراة.
بهذا الفوز يكون الزمالك قد عبر الحاجز النفسي وتخطي كل أحاسيس الحسرة والألم التي لازمت اللاعبين والإدارة والجهاز الفني والجماهير علي مدي 4 سنوات عجاف وحزينة لم يفز فيها الزمالك بأي بطولة.
سجل هدفي الزمالك اسامة حسن من ضربة جزاء في الدقيقة 39 من الشوط الاول وعمرو زكي في الدقيقة 35 من الشوط الثاني بذكاء ومهارة شديدة.
بينما احرز هدف انبي الوحيد كابتن الفريق محمد يونس في الدقيقة 20 من الشوط الثاني.
بهذا الفوز الكبير حقق الزمالك عدة أهداف وضرب عدة عصافير بحجر واحد.. وأهمها الخروج من حالة الاحباط واليأس الشديدة والتي لازمت الجميع طوال السنوات الماضية.. وولدت أملاً جديداً في أن يستطيع الزمالك استعادة توازنه النفسي والعصبي والمعنوي وأيضا الفني واستعادة امجاد الفن والهندسة خاصة التي حققها عمالقة جيل الستينيات.
وبالنسبة لي شخصيا فقد كانت مناسبة جميلة أن اشهد هذا الانجاز بعد كل سنوات العجاف.. وقد كان لي ايضا شرف مصاحبة فريق الزمالك الذي حقق أول كأس للأندية الأفريقية في تاريخ النادي عام 1986 بالفوز علي فريق شوتينج ستارز العنيف والشرس علي ملعبه وبين جماهيره الثائرة في مدينة لاجوس.
إذا كان الانجاز يفتتح ابواب الأمل للاصلاح بالزمالك فاننا نؤكد ان الاصلاح لا يتحقق بمجرد النية والرغبة دائما لابد من خطوات جريئة وقوية وشجاعة للتغيير والتطوير والاصلاح ونؤكد أن الزمالك يحتاج الي مجموعة من اللاعبين السوبر.. مع كل تقديري للحاليين.
بدأ الفريقان بحرص وهدوء واضح خشية أي مفاجآت مبكرة قد يصعب علاجها نتيجة الحماس أو الاندفاع الهجومي المبكر الذي ربما يتسبب في كشف الدفاع وظهور ثغرات وطرق يستغلها الخصم.. وكان الأداء نتيجة تقريبا لتعليمات وتحذيرات مشددة قبل المباراة من مدربي الفريقين وقد وضح ذلك علي تشكيل الفريقين والطريقة التي بدأ بها الفريقان والتي تعتمد علي وجود ليبرو صريح خلف المدافعين الأربعة لمزيد من التأمين الدفاعي والحرص.
مع مرور فترة قصيرة من بداية المباراة بدأ الفريقان المناوشات الهجومية ولكن بنفس الطابع الحريص والحذر.. وعلي استحياء شديد من الجانبين بعيداً عن الزحام الشديد والتواجد الدفاعي الأشد من العمق.
كانت أولي الهجمات الواضحة التي حملت الخطورة من نصيب إنبي واتسمت بالنظام والسرعة وأيضاً الخطورة وقادها أحمد المحمدي من اليمين باستغلال خبرته وموهبته وسرعته ولكن الدفاع الأبيض كان علي نفس القدر من القوة واستطاع إنهاء الهجمة بسلام.. وساعد علي عدم تحقيق الهجمة لهدفها حالة التوتر والانفعال علي لاعبي إنبي.
الغريب أن أول هجمة حملت الشكل المنظم واتسمت بالدقة والخطورة للزمالك كانت ايضا من جهة اليمين عندما وصلت الكرة الي الخطير والموهوب شيكابالا الذي هيأها لنفسه وسددها قوية ولكن فوق العارضة.
بعد حوالي ربع الساعة من بداية المباراة استطاع لاعبو إنبي فرض سيادتهم والسيطرة علي وسط الملعب وتشكيل الخطورة علي دفاع الزمالك باستغلال خبرة وسرعة المحمدي ومعه عبدالله رجب في الجبهتين اليمني واليسري.. ومهارة وسرعة لاعبي الوسط خاصة إسلام عوض وعادل مصطفي وعلاء عيسي.. ومهارة وخطورة أحمد رءوف وديفونيه في الأمام.. بينما لاحظنا الفوضي وغياب الانسجام علي فريق الزمالك.. بسبب المنظرة والأداء الفردي أحيانا.. وغياب روح التعاون أحيانا أخري.. والارتباك وعدم التركيز في أحيان أكثر.
أعجبني أيضا الانسجام والتناغم والتفاهم بين أغلبية لاعبي إنبي في الخطوط المختلفة.. ولذلك كانت الهجمات رغم قلتها أفضل وأجمل وأكثر دقة مثل أسراب الحمام!! واكثر قوة وخطورة بطريقة انقضاض النسور!!
** اشترك الفريقان في عيب واحد خطير وهو افتقاد ذاكرة التسديد خاصة من الكرات المتحركة من الزوايا والمسافات المختلفة.. وهي أحد أهم المفاتيح والحلول التي من المفروض أن يلجأ إليها الفريق في حالة وجود تكتل دفاعي قوي أمامه.. وعلي الرغم من بعض التسديدات التي خرجت من أقدام لاعبي إنبي الا انه قد عابها الضعف والعشوائية وعدم الدقة بطريقة إطلاق النيران في فرح ابن العمدة!!
** في غمرة الهجمات المتتالية لإنبي شن الزمالك هجمة سريعة باستغلال مهارات عمرو زكي إلي جمال حمزة الذي عرقله الحارس ليحتسب الحكم ضربة جزاء.. تصدي لها أسامة حسن وسددها بمهارة محرزا هدفا قاتلا للزمالك في الدقيقة .39
** استرد الزمالك قدرا كبيرا من التوازن النفسي والعصبي وأيضا قدرا كبيرا من الشجاعة.. وبدأ في تكثيف الهجوم بمحاولة استغلال المهارات التهديفية لعمرو زكي وجمال حمزة وشيكابالا ولكنها لم تكن بدقة وقوة وخطورة هجمات إنبي.
** بصراحة كان إنبي الافضل والاخطر والاكثر سيادة معظم فترات الشوط الاول.. وأعتقد أنه لو كان لديه الخبرة والطموح والشجاعة المطلوبة وأيضا القدر المناسب من التوفيق أو قل الحظ لكان استطاع تسجيل ثلاثة أهداف علي الاقل من كل الفرص الخطيرة التي اتيحت للفريق.. والتي كان أغلبها من جهة اليمين بفضل خبرة ومهارة وايضا سرعة احمد المحمدي الذي ساعده علي هذا التفوق ضعف الجبهة اليسري للزمالك بسبب التشكيل الغريب للفريق بوضع شيكابالا في اليمين.. ونقل محمد عبدالله في الدفاع الي جهة الشمال.
** أصاب شيكابالا كل الجماهير بالدهشة والعجب الشديد.. وأصاب جماهيره بأكبر قدر من الحسرة عندما تسلم الكرة منفردا وحيدا داخل المنطقة قبيل انتهاء الشوط وسددها قوية لترتد من القائم الأيسر.
في محاولة لضبط دفاع الزمالك وسد الثغرات.. خاصة الطريق الدولي السريع الذي كان مفتوحا طوال الشوط الأول.. قام كرول مع بداية الشوط الثاني بنقل أسامة حسن لجهة اليسار في محاولة لاغلاق الطريق السريع الذي استغله أحمد المحمدي وقاد منه غالبية هجمات انبي الخطيرة.
قام محمد عبدالله بمجهود كبير وانطلق من الخلف في هجمة عنترية تتارية حتي منطقة انبي ولكنه بسبب الروح الفردية لم يمرر لزميل وأصر علي التسديد بنفسه ليضيع مجهوده الكبير والفرصة الخطيرة.
مع بداية الشوط الثاني ظهر استمرار محمد عبدالمنصف علي حالة التألق والتفوق التي تميز بها طوال الشوط الاول وتصدي بشجاعة لهجمات انبي وانقذ العديد من الفرص الخطيرة..
إذا كان الزمالك عالج ثغرة الجبهة اليسري.. فإن إنبي عاب دفاعه استمرار السقوط في عيب خطير وقاتل باللعب علي خط واحد استغله بذكاء ومهارة عمرو زكي وجمال حمزة وشيكابالا في بعض المرات وكان نتيجتها ضربة الجزاء وفرصة شيكابالا الذهبية.
ضغط إنبي بقوة علي مدي حوالي ربع الساعة الأول من الشوط في محاولة لتعويض الهدف.. وتكتل غالبية لاعبي وسط ودفاع الزمالك لمواجهة الضغط الشرس وتألق محمد عبدالمنصف خاصة في الخروج من مرماه لالتقاط الكرات العالية.
هدف يونس
في الدقيقة يلاحظ وقت تسجيل الهدف انصفت عدالة السماء فريق انبي المكافح والضاغط بقوة ففي هجمة منظمة ومن تسديدة قوية ارتدت من يدي محمد عبدالمنصف ليخطفها كابتن انبي محمد يونس وسط الزحام داخل المرمي.. فاضطر الزمالك لتعديل جديد في محاولة لسد ثغرة الجبهة اليسري بالدفع بطارق السيد بدل أسامة حسن.
استحق شيكابالا الحصول علي انذار بسبب الاعتراض بشكل سييء ومرفوض وغير حضاري علي الحكم.. وكأنه لا يكفي ان شيكابالا لم يقدم شيئا وكان أدواؤه آخر "هبالة"!!.
الغريب أن لاعبي الزمالك قابلوا جدية واخلاص وإصرار لاعبي إنبي... ببلادة ورعونة غريبة!!
هدف رائع لعمرو
أكد عمرو زكي براعته كهداف خطير وتفوق علي نفسه عندما صنع فرصة خطيرة بثنائية رائعة مع جمال حمزة وانطلاقه وتسديدة أروع.. مسجلا هدفا غاليا لنفسه وفريقه.
أعجبتني شجاعة وذكاء الحكم بانذار جمال حمزة لاضاعة الوقت.. والمدرب محمد حلمي للاعتراض وهو درس لحكامنا.
أعطي الهدف الثاني قوة دفع معنوية للاعبي الزمالك وقدرا كبيرا من الشجاعة.. فبدأ الفريق في الهجوم.
توترت الأعصاب بوضوح في الدقائق الاخيرة خاصة بين لاعبي انبي الذين شعروا بأن الوقت يمر.. والحلم يوشك ان يضيع فأثر ذلك علي المستوي والشكل والدقة والنظام التي تميز بها الفريق طوال الفترة الطويلة السابقة.

نايس موضوع
ربنا يوفقك
تحياتي