زرعها روميل قبل نصف قرن - خرائط الألغام.. لاتزال غائبة! " تحقيق: علي شيخونمشكلة الالغام بالصحراء الغربية نشأت بفعل مخلفات معارك الحرب العالمية الثانية ففي الفترة من عامي1941 حتي1943 دارت معارك حربية ضارية بين الجيشين الالماني والبريطاني في منطقة العلمين بالساحل الشمالي استخدمت خلالها الالغام الارضية علي نطاق غير مسبوق وقد أدي نقص الامدادات والوقود للجيش الالماني في أواخر عام1942 الي تصعيب مهمة خوض معارك دفاعية متحركة ومن هنا جاءت فكرة القائد الالماني روميل بزراعة خط المواجهة بينه وبين القوات البريطانية بما أسماه حدائق الشيطان وهي حقول ألغام وصفها تقرير لجنة الشئون العربية والخارجية والأمن القومي بمجلس الشوري برئاسة السفير محمد بسيوني بأنها حقول غير عادية زرعت في باطن الارض رأسيا علي امتداد ثلاث طبقات بحيث اذا تم ازالة اللغم الاول ينفجر الثاني واذا ازيل الثاني انفجر الثالث.
وأشار التقرير الي انه استعملت في هذه الحقول جميع أنواع الالغام المعروفة عالميا وقتها وذخائر متعددة الانواع ثم تمت تغطيتها بمخلفات العربات المدمرة واحيطت باسلاك التفجير بحيث تنفجر بمجرد اللمس كما استخدمت أعمدة التليفون كفخاخ للدبابات عبر تصميمات شديدة التعقيد حتي بمعايير العمليات الحربية في الوقت الحالي. ولكن ما هو حجم مشكلة الالغام وخطورتها؟
هناك110 ملايين لغم مدفون في اراضي ما يزيد علي65 دولة وقد تبقي الالغام المدفونة حية لمدة تتجاوز50 عاما.
أما ضحايا الالغام وعددهم26 ألف ضحية سنويا80% منهم مدنيون علي مستوي العالم حسب التقرير وتأتي مصر كأكبر دولة في العالم من حيث حجم الألغام الموجودة بها والتي تبلغ نحو22,7 مليون لغم بما يعادل20% من الألغام علي مستوي العالم واكثر من50% من عدد الالغام بالقارة الافريقية
ويشير تقرير بعثة الامم المتحدة لتقصي الحقائق بشأن الالغام في مصر الي أن عددها في الصحراء الغربية فقط19,7 مليون لغم منها25% الغاما حقيقية و75% عبارة عن ذخائر حربية وتشير الارقام الرسمية المصرية التي وردت بالتقرير البرلماني الي ان مصر كان بها34 مليون لغم أمكن للقوات المسلحة المصرية ازالة11 مليونا منها خلال الفترة الماضية.
اذن ماذا تبقي من ألغام وأين يوجد بالضبط؟ خلصت لجنة الامن القومي بمجلس الشوري في تقريرها الي أن الألغام توجد في مساحة72 كيلو مترا طولا من الساحل الشمالي حتي منخفض القطارة جنوبا وابتداء من الكيلو80 وحتي الكيلو134 غرب الاسكندرية في اربع مناطق رئيسية هي الاسكندرية وبها400 ألف علي مساحة2856 فدانا بالعلمين12,4 مليون لغم علي مساحة350 الف فدان وبرأس الحكمة مليون و240 الف لغم علي مساحة131376 فدانا وفي براني والسلوم3 ملايين علي مساحة107 آلاف فدان. ولكن ما هي الخسائر الناجمة عن وجود تلك الألغام؟
اكد التقرير سقوط آلاف القتلي والمصابين من العسكريين والمدنيين ضحايا لهذه الألغام أما الخسائر الاقتصادية فهي ضخمة ففي المجال الزراعي فإن منطقة الساحل الشمالي الغربي الممتدة لنحو500 كم علي البحر وبعمق يتراوح بين30 و50 كم بها3 ملايين فدان قابلة للزراعة والمراعي منها148 ألف فدان يمكن تخصيصها لزراعة القمح ولها موارد مياه متوافرة بالفعل.
كما أن الألغام ـ حسب التقرير ـ عرقلت انشاء مشروع منخفض القطارة الذي يعتبر ثاني اكبر مشروع لتوليد الكهرباء بعد السد العالي فهناك4 ملايين لغم بأرض المشروع الذي يقوم بشق قناة من البحر الي المنخفض لتوليد الكهرباء تنتج2,5 مليون كيلو وات في الساعة. بالاضافة إلي ان المنطقة بها احتياطي بترول نحو4,8 مليار برميل ونحو13,4 تريليون قدم مكعب غاز بينما المستغل منها فقط بسبب الالغام14%
خرائط الألغام